القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف ينجح التعليم المصرى؟ مواجهة صريحة لجسد مريض !!!

بقلم : تامر الملاح الباحث في تكنولوجيا التعليم
أكتب مقالى هذا وكلى ألم وتفائل فى ذات الوقت، ألم على ما أجده من واقع مرير يعانى منه نظاما تعليماً لبلد محورية بحجم مصرنا الحبيبة، وتفائل بغدٍ أفضل وفكر مستنير يضىء لنا الطريق لتطوير وتغيير أصبح من متطلبات العصر الحديث، وعلى ما يوجد لدينا فى بلدنا من خبرات والتى لو تم استغلالها لتقدما نوعياً وثقافياً بطريقة مرنة، فالألم والحزن لا يجدى فى ظل وقت نبحث فيه عن الحاضر، والتفائل وحده لا يكفى فى ظل وقت نبحث فيه عن الخبرات والكفاءات الميدانية الفاعلة، ومن هنا وجهت لنفسى سؤالاً من سمة أسئلة المشكلات وهو ( كيف ينجح التعليم المصرى؟ ) مما دعانى أيضاً أن أوجه نفس السؤال إلى كل المهتمين بالتعليم وأخص قاطنى مجال مجال تكنولوجيا التعليم.
ولكن فى حقيقة الأمر لابد من مواجهة صريحة بالمشكلات والعيوب والمعاناة التى يعانى منها التعليم المصرى، حيث أن التعليم المصرى يحتاج الى إعادة هيكلة بشكل كامل بما له وما عليه، فنحن لسنا بحاجة إلى فكر مادى يعتمد على النقود كسبيل للتطوير، ولسنا أيضاً بحاجة إلى فكر بشرى وكمى يعتمد على زياردة الأعداد كوسيلة للتقدم، ولكنا بحاجة إلى فكر نوعى يواجة المشكلات ويعمل على الحد منها بل والقضاء عليها، ورسالتى إلى مسئولى التطوير التكنولوجي التعليمى ما هى تصوراتكم لإعادة هيكلة التعليم المصرى؟.
وأرغب فى أن أبدا هذه المواجهة من الرأس حتى القدم، فالبداية من مُخرَج التعليم المصرى، فالتعليم يُخرج لنا طلاب غير صالحين للحياة العملية على الإطلاق والأدلة على ذلك كثيره، وفى مقارنة بسيطة بين مخرجات التعليم المصرى ومخرجات التعليم فى إحدى الدول المتوسطة نجد أننا ما زلنا تحت خط الصفر، وأتمنى أن تخرج علينا دراسة فى القريب العاجل عن طبيعة المخرجات فى التعليم المصرى ومستواها ودرجة الكفاءة إذا ما التحقت بالحياة العملية، ووقتها سوف نجد الكارثة الكبرى.
إن النظام التعليمى فى أى بلد متقدم يظهر ويقييم جدياً من خلال مخرجاته للمجتمع، وبناءاً على ذلك، ماذا يخرج لنا التعليم المصرى؟، يخرج لنا مهمشين، متسربين، عقول فارغة فكرياً وعملياً، ضائعين بين شتات ما يقع على كاهلهم، شباب أجساد بلا عقول ولا فكر، ثم قلة قليلة من المبدعين والمتفوقين، لذلك نجد الناتج قد يعادل الصفر، ثم نبحث عن كيف ساهمت هذه المخرجات فى تطوير المجتمع والنهوض به ولا نجد سوى مخرجات تكون مادة خام للفكر المتطرف والغير سوى، ولا أعول كل شىء هنا على المتعلم بل على العكس فنحن نبحث له عن تعليم سوى ينتج لنا أفراد أسوياء.
ثم نأتى لمنتصف الجسد وهم المسئولين عن نمطية وتأخر التعليم المصرى على مدار عقود، أصحاب الفكر المتحجر، المتصلب، الذى يُعقد أكثر من كونه يحل، الذى يسير على نمط أكثر من كونه يفكر فى استقدام الجديد، والبحث عن التطوير.
بينما أسفل الجسد وهو النظام نفسه، والذى يحتاج إلى هيكلة تبدأ بإبادة كل والنمطيين، والبيروقيراطيين، والروتنين، وكل من يعمل على تفكيك وبعثرة القدرات وإحباط الهمم وخذلان النشاط وبرمجة المبدعين على النمطية، والتقليدين، لذا من هنا يبدأ التطوير النوعى ومن هنا يجب أن تنبع أفكارنا التى تدور حول هيكلة كل ما ذكرت.
ومن هنا نتسأل: كيف ينجح التعليم المصرى؟ سأقدم للجميع فى القريب العاجل روشتة علاجية لهذا النظام المتدنى فكرياً ومنهجيا من حيث النفقة والعائد، ستقوم على فكر نوعى ليس بحاجة إلى مال أكثر من كونه بحاجة إلى تطبيق كيفى وتغيير استراتيجيات نمطية، وتقوم أيضا على حل مشكلات المتعلم قبل النظام نفسه، ستسهم فى بناء مخرج تعليمى يحاكى الدول المتقدمة والعصر الحديث.
فلنجاح التعليم المصرى مبدئياً لابد من تغيير كافة السياسات الموجودة حاليا، ووضع سياسات تسمح باللامركزية فى التطبيق والنهج المتبع، واستغلال طاقة الشباب المفكر بدل من الشيوخ الروتينين، وإن كنت اقتنع تمام الإقتناع أن التطوير لا ينبع من قرارات وقوانين ولكن لابد من سن قواعد من شأنها ترك مجال للتفكير المتطور فى هذا النطاق، ولعلم أبلغ مثال على ذلك ما يحدث كل عام فى إمتحانات الثانوية العامة.مواجهة صريحة التعليم يعانى، يأن، يحتضر، فكيف ينجح؟، إذا تم لإستغلالنا فى تطوير التعليم سنقدم لكم أفكاراً تنقله نقلات نوعية كبيرة، سندرس المشكلات ونحلل الواقع المرير ونقدم الحلول ونعمل على تطبيقها، من هنا أقول للجميع سنتغير، سنتقدم، سننمو فكريا وعقليا.

تعليقات