لانلوم الفقراء وذوى العاهات والإحتياجات اذا امتلأت الشوارع بهم واكتظت الميداين ولا نلومهم اذا ماهاجمونا وأصرو بإلحاح منهم على الحصول على الصدقات سواء من خلال بعض المشاهد القاسية لعرض أمراضهم فى الشارع وعلى الماره للمتاجرة بها وحديث النفس والرسالة التى يحاولون تمريرها أنهم مرضى قد ابتلاهم ربهم وأنت صحيح معافى وفى مقابل المرض أو العاهة توجب عليك أن تمد يد المساعدة كنوع من أنواع التعويض لهم على الظروف التى يمرون بها علما بأنك لست السبب فى ذلك أومن خلال سيل الدعوات التى تلهب قلبك وتحرك عاطفتك ويغمروك بها سواء بطلب الصحة لك حتى لا تكون مثلهم أو بطلب الإنجاب لك من الله ان كنت محروما من نعمة الأطفال أو بأن تتزوج حبيبتك وقد تتوقف انت بعد عطاء الصدقة لتطلب منهم الدعوة التى تريدها وكأنهم أوصياء على خزائن الرحمة العليا وقد لا يكون منهم من يصلى أوحتى يعرف الوضوء ولكن يدفعك الرجاء بأن تسألهم الدعاء فى مقابل الصدقة( ادعيلنا ) وتناسيت أن الله عز وجل قال لرسوله الكريم :محمد صلى الله عليه وسلم فى كتابه الكريم ( واذا سألك عبادى عنى فإنى قريب ) ولم يجعل هناك وصاية ولا واسطة بينه وبين خلقه لكى تكون العلاقة مباشرة وقد يستخدم البعض منهم أطفالا تم ايجارهم وعصب رؤسهم وأنهم مرضى يحتاجون المساعدة للعلاج ولا ألومهم فقد تدفعهم الظروف لذلك ( سواء مرض ، اوفقر' أو احتياج، أوحرفة ) فكل لديه أسبابه مهما شوهت صورة المجتمع فالدولة تلام فى ذلك والأثريا توجب عليهم اخراج الزكوات والصدقات وزكاة المال لتساهم فى تحقيق التكافل الاجتماعى. ولكن الغريب هو فى ظاهرة التسول الشيك التى تتبناها المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية فى شهر رمضان فلا تكاد تخلو شاشة من طلب التبرعات والصدقات وتقدم مادة اعلانية فى غاية القسوة على النفس فى ساعة الإفطار تصيبك بغصة لاتستطيع معها أن تتناول وجبة الإفطار من عرض صور لمرضى أو من مشاهد قاسية فجمعية رسالة، وبهية ومصر الخير وأصدقاء 57357 وأصدقاء مرض الكبد ومستشفى500500 الى أخر المستشفيات والجمعيات التى لا حصر لها والتى تتكلف اعلانات ضخمة لطلب الدعم والتبرع والتصدق .فماالفرق بينها وبين من يهاجموك فى الشوارع والميادين ؟ ولا يكاد ينتهى الإعلان لجمعية خيرية أومستشفى حتى يبدأ أخر لجمعية اخرى ومستشفى أخرى. ولكن عبر شاشات العالم والقنوات الفضائية لا تجد ظاهرة التسول الشيك من خلال وسائل الإعلام فهى ظاهرة فى الإعلام المصرى وحده صاحب السبق فيها ويكفينا اظهار وجه مصر عبر العالم بهذه الكيفية ولا يخفى مافى ذلك من تأثير على الاستثمار والسياحة فى بلد قائم على التبرعات والشحاذه علما بأن حجم الإنفاق والتكاليف على اعلانات الشركات والبرامج المتلفزة كبرنامج رامز بيلعب بالنار وهانى فى الأدغال وإعلان فودافون وغيره والدراما التى تعطى انطباعا سيئا وعلامات استفهام كثيره عن الوضع الإجتماعى تكفى لحل العديد من المشاكل المجتمعية بدون الحاجة الى طرح ظاهرة التسول عبر الشاشات وخاصة أن الشاشة المصرية يتم متابعتها عبر البلدان العربية وذلك بإعتبار مصر هى هليود الشرق فالإنطلاقة الحقيقية للفنانين والمبدعين العرب وقد تخطى ذلك الى بعض البلدان الغربية تكون من مصر كما أن الدراما المصرية والأفلام تحظى بقبول كبير فى الشارع العربى. فكيف تكون مصر أم الدنيا ونحن لا نهتم بتجميل صورتها وتقديم كل ماهو راق عن الشعب والدولة إن الإنطباعات السيئة والصورة السلبية التى يتم تقديمها عن مصر بدون وعى تستحق منا جميعا وقفة نطالب فيها بمحاكمة عاجلة لكل من تسبب فى تشويه صورة الشعب والدولة . فهل يليق بنا أيها السادة أن نتكلم عن حضارة سبعة ألاف سنة وأن مصر بلد الأهرامات ومصر العلماء والمثقفين والأدباء والكتاب تعيش بهذه الكيفية إن اقالة أحد الوزراء السابقين بسبب عرض بعض المشاهد القاسية فى المانيا تعبيرا منه عن مدى تضرر مصر بسبب الموقف الغربى وعدم توجيه السياحة الى مصركان ردا حاسما لأنه تسبب بغير قصد رغم وطنيته فى تشويه صورة مصر فإن ظاهرة التسول عبر الشاشات لاتقل بشاعة عما ارتكبه هذا الوزير ولابد من تدخل عاجل لمحاسبة أصحاب هذه الجمعيات والمؤسسات التى نالت من سمعة مصر.
تعليقات
إرسال تعليق