كتب: أحمد علي سليمان بقاعة مركز الازهر للمؤتمرات بمدينة نصر تعقد مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم في رحاب الأزهر الشريف مؤتمرا عالميا حول: (فكر الإمام بديع الزمان سعيد النورسي وأثره في وحدة الأمة الإسلامية) وذلك خلال الفترة من 26-27 فبراير الجاري بمشاركة وفود من أربعين دولة، وبحضور قادة العمل الإسلامي في العديد من دول العالم الإسلامي، كما يشارك في المؤتمر كوكبة من العلماء والمفكرين المصريين، منهم: الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف، والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة، والأستاذ إحسان قاسم الصالحي مترجم رسائل النور، والبروفسير فارس قايا مدير مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق والدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق والدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية، والدكتور رأفت غنيمي الشيخ العميد الأسبق لكلية الآداب جامعة الزقازيق ومستشار رابطة الجامعات الإسلامية والدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر ومستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والدكتور جمال عبد الستار وكيل أول وزارة الأوقاف ونقيب الدعاة، والدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية، والدكتور محمد حسيني الغزالي الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتورة خديجة النبراوي والكاتبة والباحثة في الفكر الإسلامي والدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والدكتور خالد فهمي وزير البيئة، والداعية الدكتور عمر عبد الكافي، والأستاذ عبد الكريم عبد الرزاق بايبارا مدير مؤسسة سوزلر بالقاهرة، وبحضور لفيف من سفراء الدول العربية والإسلامية والشخصيات البارزة في العالم الإسلامي وينعقد المؤتمر في مركز الأزهر للمؤتمرات بجوار مجمع البحوث الإسلامية ، في تمام الساعة العاشرة صباح يوم الثلاثاء 26 فبراير الجاري بإذن الله تعالى. وصرح الدكتور أشرف عبد الرافع الدرفيلي منسق عام المؤتمر أن هذا المؤتمر يعقد في مصر الأزهر، مصر القلب النابض بالعروبة والإسلام، في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث تمر الأمة بمنعطف تاريخي وتواجه تحديات جساما على كافة الأصعدة، ومن ثم تحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجهها، والسعي لتحقيق الوحدة إنطلاقا من قول الله تعالى (وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا) مشيرا إلى أنه لا يخفى على كل عاقل ذي بصيرة، أننا أصبحنا في عصر لا يعرف إلا التكتل والوحدة، فلو تكلمنا بمنطق العصر أو المصلحة، أو بمنطق الدين، فكل هذا يفرض على الأمة الإسلامية الوحدة والتألف والتأخي والتعاون والتساند، وتحقيق مبدأ التعايش والتكامل، بدلاً من الإقصاء والتنافر والتخاصم، لأن منطق هذا الدين ومنهجه وحّد بين الأمة في عقيدتها وشريعتها وقبلتها وأسوتها ومفاهيمها وعباداتها، بل وقرّب في تقاليدها وعاداتها. وأوضح أن المتصفح لرسائل النور، وإلى ماهية مصادر وملامح الفكر النورسي، يجد أنها تنطلق في دعوتها من قاعدة القرآن الكريم والسنة النبوية، تلك القاعدة التي أوجدت ما يعين على تحقيق الوحدة من المفاهيم والقواسم المشتركة، والتي بتفعيلها تتحق الوحدة المنصوص عليها في كتاب الله. وقال سيادته إن المؤتمر يستهدف السعي لتحقيق الوحدة الإسلامية القائمة على الإيمان التحقيقي، الذي يرتبط فيه الفكر بالواقع، والنظر بالتطبيق، والإيمان بالعمل، من خلال فكر الإمام النورسي الذي يتطابق مع ما نسعى إلى تحقيقه، بل ومن خلاله نستطيع أن نقف على أهم المعوقات التي تَحول أمام تحقيق الوحدة، والتي ناقشها الإمام النورسي في رسائله، ووجد لها العلاج النافع من منهج القرآن الكريم، كما أننا نود من خلال فكر النورسي أن نصحح التصور المغلوط للقضاء والقدر والتوكل، وأثره في تمزيق صف الأمة وتراجعها الحضاري، وكان لتخلينا عن مرجعيتنا الإيمانية الأثر البارز في إهدار القيمة الحقيقة للوحدة، وانزلاقنا في التبعية السلبية للأجانب، ثقافيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، على الرغم من كثرة أفرادنا وثرواتنا، كما نستهدف أيضا جمع أفراد الأمة الإسلامية وتوحيد قلوبهم وصفوفهم وجهودهم وكلمتهم، بحيث يُعاد بناء الفرد المسلم، وإشعاره بمسؤليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية، لكي تتحقق الغاية المنشودة من قول الله عز وجل (إِنَّ هٰذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً وَأَنا رَبُّكُم فَاعبُدونِ). وأشار الأستاذ أحمد مصطفى أتش، أمين المؤتمر أنه قُدِّم للمؤتمر نحو خمسين دراسة قدمها باحثون ومفكرين من عدة دول إسلامية منها: المغرب والجزائر واليمن والسودان وإثيوبيا وكوسوفا وإندونيسيا وماليزيا والعراق والسعودية ولبنان والأردن وسوريا وليبيا وتركيا وغيرها، تناولت محاور المؤتمر التي تدور حول ماهية مصادر وملامح الفكر النورسي، ومفهوم الأمة الإسلامية من خلال كليات رسائل النور والوحدة الإسلامية – الإطار والمظهر ومعوقات الوحدة الإسلامية وأسباب غيابها والمشكلات وكيفية التغلب عليها وإيجاد الحلول لها والعنصرية والقومية السلبية وأثرهما في ضعف الدول الإسلامية، والتخلي عن الأصول الإيمانية والتمسك بالثقافات الأجنبية وإعادة الإيمان التحقيقي إلى الواقع العملي من أجل إيجاد المؤمن الكامل، والمحافظة على مقاصد الشريعة علماً وعملاً وتطبيق التكاليف العملية، والتهوين من الفوارق والحدود وتوسيع نطاق القاسم المشترك، والأخذ بتعدد الحق في المذاهب الفقهية والفكرية، وإزالة أسباب الاختلاف، وإعادة بناء الفرد المسلم وإشعاره بمسؤليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية. والدعوة عامة للباحثين والدراسين ورجال الفكر والسياسة والإعلام. موضحا أن هذا المؤتمر يأتي في إطار سلسلة مؤتمرات عالمية، حيث سيعقد مؤتمر عالمي يتناول دور النبوة ومكانتها في البحث عن الحقيقة من منظور رسائل النور في مدينة استطنبول خلال الفترة 22-24 سبتمبر 2013م بإذن الله تعالى. تجدر الإشارة إلى أن الإمام بديع الزمان سعيد النورسي ولد في قرية (نُوْرس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294 هـ - 1877م) من أبوين صالحين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح) يعد واحدا من كبار الأمة الإسلامية وأحد مجدديها الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إحياء اليقظة الإسلامية، ونشر مبادئ الإسلام ومواجهة موجات التغريب التي تعرض لها العالم الإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكتب رسائل النور التي ما تزال حتى الآن يتفاعل بها كثير من المسلمين، وقد اهتم النورسي بحقائق القرآن ودراسة رسائل النور وتحقيق دساتيرها في الحياة. والعمل على نشرها لإنقاذ إيمان الآخرين وربط الناس بالقرآن الكريم، والاهتمام بالبناء دون الهدم والتعمير دون التخريب بالمحافظة على أمن البلاد ونظامها والوقوف من المسؤولين والحكام موقف المرشد والدال على الخير والصلاح، وعدم استغلال الدين لأي نفع دنيوي مهما كان، والعمل بالتدرج الفطري ونبذ الاستعجال وأعمال العنف بكافة أشكالها.. وتوفى -رحمه الله- عام 1960م، وما زال فكره نابض بالحياة والعطاء من خلال ما خلّفه من تراث عظيم. |
تعليقات
إرسال تعليق