القائمة الرئيسية

الصفحات



 بقلم  عصام أبو شادى
 
لحظات إعدام رسل الخراب


ليس بغريب علينا أن يعيد التاريخ نفسه كعقارب الساعة تدور ثم تقف لحظات لتنبهنا عن ميعاد .
والميعاد الحاضر الآن ينقبض كرحم الأم معلننا عن قدوم طفل ليروى لنا ولادة الماضى .
بعد سقوط الدولة العباسية وقتل أمير المؤمنين بالعراق المستعصم بعد خيانة وزيره إبن العلقمى الشيعى وتسليمه هو وأهله للمغول دون قتال.
ومع دخول المغول بغداد فقد إستباحوا كل شيئ فقتلوا الكثير من شعب العراق حتى أصبحت الدماء تسيل فى كل مكان كالأنهار حتى سالت بالفرات بل لم يكتفوا بهذا بل حرقوا جميع الكتب والتراث الإنسانى لينزعوا منها الهوية الإسلامية والعربية فأصبحت البلاد بلا رابط فتساقطت البلد تلو الأخرى تحت سنابك خيولهم كأوراق الشجر .
حتى جاء الدور على مصر والتى كانت فى ذلك الوقت فى حالة لا يرثى لها نتيجة المؤامرات وقتل سلاطينها .
ثم ينظر المولود القادم لحال الدولة الإسلامية الآن فيتعجب لعدم وجود أميرا للمؤمنين لها فيتساءل عن بغداد وحال العراق ثم يتساءل عن احوال بلاد الشام .
فيتملك الصمت المكان دون ان تكون هناك إجابة يتوسل المولود ليعرف الحقيقة فياتى قادما إليه ليخبره بحال العراق وحال الشام فكما دخلها المغول واستباحوا حرماتها من قبل دخلها الأمريكان واستباحوا حرماتها اليوم وكما كانت خيانة ابن العلقمى الشيعى لبلده نكاية فى أمير المؤمنين السنى أصبحت اليوم بعد أن تركها الأمريكان تدور فيها حرب أهلية بين الشيعة والسنة فطالت شرارتها بعد ذلك أهل الشام فأصبحت الدماء اليوم مستباحة بين المسلمين وبعضهم البعض.
فإذا كانت دعوة جنكيز خان من قراقورم لتوحيد الممالك لتكون تحت رايته فى الماضي.
كانت دعوة حسن كوهين البنا من الإسماعيلية لتوحيد البلاد تحت راية الإخوان فى الحاضر.
ثم يعود المولود مرة أخرى ليحكى لنا عن موقف مصر فى الماضى من تلك اللحظات الرهيبة التى مرت بها الأمة الإسلامية.
كان فى ذلك الوقت الصراع على أشده بين المماليك لللإستحواذ على حكم مصر نتيجة الوهن الذى أصابها تحت حكم المنصور عز الدين أيبك ولكن كان فى ذلك الوقت قائد المماليك قطز يراقب عن كثب مايجرى فى بلاد الشام وما يفعله المغول بتلك البلاد حتى أيقن أن تلك الصراعات التى تدور من أجل حكم مصر لن تؤدى إلا إلى إنهيارها وتدميرها على يد هذا العدو الذى لا يعرف الرحمة .
فما كان من قطز إلا أن قبض على المنصور وحاشيته وأودعهم السجون ثم نصب نفسه ملكا على مصر بإرادة شعبية لدرء الخطر القادم على مصر
بعد أن علم أنه فى القريب العاجل سيرسلون رسلهم للتفاوض على تسليم مصر دون قيد أو شرط لحماية أهلها من السبى والقتل.
وما كانت إلا أيام قليلة حتى وصلت رسلهم إلى مصر لإرسال رسالة واضحة لأهل مصر إما التسليم أو القتل والحرق.
فما كان من قطز حاكم مصر الممولكى الغير مصرى إلا أن أمر يقتل الرسل وتعليقهم على باب زويلة وقد كان أربعون رسولا علقوا على أبواب مصر وقد كانت رسالة واضحة للمغول بعد التسليم فى شبرا منها حتى لو مات أهل مصر جميعا للدفاع عنها .
فكان الغرور المغولى الذى أبى أن يتراجع فخرج له قطز بجيش مصر الذى تألف من كل فئات الشعب المدافع عن الحرية لكسر شوكته.
وكانت هى الكسرة وتحطم الجيش المغولى على أبواب مصر دون رجعة وتوقف هذا المد الدموى للأبد بفضل أبناء وجيش مصر وقائده الحر.
ثم يعود المولود مرة أخرى ليسال عن مصر الحاضر اليوم.
ليعلم أن مصر تمر بمرحلة ضعف نتيجه ثورات أبنائها على سلاطينهم أو رؤسائهم اليوم لمحو الفساد والمحسوبية الذى إستشرى فى البلاد.
ومع تلك الثورات ظهرت راية حسن كوهين البنا التى لا تقل عن راية جنكيز خان فى قراقورم.
والتى تريد ان تستحوذ على البلاد والعباد بالترهيب والقتل والحرق وقد كان لها ما ارادت ففتحت الحدود وأمنت اليهود وإستدعت الخوارج وفتحت السجون وأفرجت عن أتباعها وحررت القيود.
فدارات البلاد فى مجهول لا يعلمه الشعب المقهور ولكن كان هناك من يرصد الأحوال وما يدور .
فى لحظة ما ثار الشعب رافضا هذا التتر الجديد الذى لم يألف حكمه بعد أن أخذه الغرور وجعل من نفسه واصيا على الإسلام فى دولة المسلمين .
فما كان من الشعب إلا أن خرج وزأر زئيره وكان الجيش وقائده نصيره فما كان من قائد الجيش ومعه الشعب إلا أن قام بالقبض على رئيس البلاد وحاشيته والتى لا تقل فظاظة عن رسل المغول .
مع خروج المسلمين التتر التابعين لراية حسن كوهين البنا من الحكم وبعد أن كشفت مؤامرتهم على الوطن لم يتثنوا أن يستحوا من أنفسهم
بل أصبحوا يقومون بأفعال المغول السابقة من قتل وحرق وتأمر الفرق أن المغول يفعلون هذا بأوطان غير أوطانهم إنما هؤلاء يفعلون هذا بأوطانهم ولما وقد أقروا أن لا وطن لهم لذلك فقد أهدروا دمائهم وجبت عليهم الاية الكريمة التى تقول بسم الله الرحمن الرحيم( أنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أويصلبوا أوتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أوينفوا من الأرض لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم )صدق الله العظيم.
هكذا أيها المولود هذا مايدورالأن.
فمصر بشعبها وجيشها وجميع طوائفها أنقذت بلاد المسلمين من شرورا لا يعلمها إلا الله من بحور الدماء والتقسيم كما أوقفت شرور المغول فى السابق .
ولكن مازال الحرق ومازال القتل من هؤلاء الذين يقبعون تحت راية حسن كوهين البنا والملقبين بالإخوان المسلمين يتوعدون المسلمون.
وأنت أيها المولد على الفطرة وكما رأيت الماضى والحاضر والذى لا يختلف كثيرا إلا فى مسميات التاريخ فما يكون حكمك على تلك الأوضاع المشينة التى يرتكبها من يظنون أنفسهم أنهم أوصياء على الإسلام ضد المسلمين .
ماتحقق فى الماضى على يد قطز سيتحقق اليوم هكذا يقول التاريخ وعندما يهل الأوان ستعرفون أن التاريخ لا يكذب.
كما إن الآية صريحة وعدل الله فى الأرض يقول أعدموا هؤلاء الرسل فهم رسل الشر والدمار وإحذروا مكر أتباعهم فهم يحيكون لكم كل المكر فمن تاب منهم ورجع فعدل الله أوسع.